يستدلُ من معطيات حول انتشار عدوى كورونا في المجتمع العربي أنه طرأ ارتفاع جدي في عدد الإصابات النشطة، وعدد الوفيات خلال الأسبوع الأخير، وسط انعدام حملات للتوعية وتقصير في عمل السلطات الإسرائيلية بالمجتمع العربي.
وأشارت مصادر طبيّة إلى أن الأعراس تُعدُّ أكبر مصدر لانتشار الفيروس في المجتمع العربي.
وعن أسباب عودة الانتشار الواسع للجائحة في المجتمع العربي، وتداعي آليات الضبط، وغياب القيادة الموجهة، قال مدير جمعيّة الجليل - الجمعيّة القُطرية العربية للبحوث والخدمات الصحية، ومُركّز هيئة الطوارئ العربية، أحمد الشيخ محمد، لـ"عرب 48" إن "الحديث عن حالة طوارئ حقيقية، الآن، كما تبين الإحصائيات والمعطيات في الأسابيع الأخيرة. أعداد الإصابات تتصاعد بشكل مخيف، إذ أنه في الأيام السبعة الماضية بلغ عدد الإصابات 3500 إصابة جديدة، وهو رقم تصاعدي أسبوعيا، و14 حالة وفاة تأثرا بكورونا، عدا عن 81 حالة خطيرة بينها 60 معرفة خطيرة جدا و21 حالة تخضع للتنفس الصناعي، أما الحالات النشطة في المجتمع العربي فبلغت 5000 حالة".
"عرب 48": هذه معطيات مقلقة جدا؟ ماذا عن التطعيمات؟
الشيخ محمد: نعم، المعطيات مقلقة جدا، وما يزيد من قلقنا هو نسب التطعيم المتدنية وخاصة في منطقة النقب وحتى في البلدات البدوية في الشمال. نحن نتحدث عن نسبة تطعيم بلغت 7% فقط في واحة الصحراء، أما القيسوم 15%، وكسيفة 29%، وحورة 34%، وشقيب السلام 40%، واللقية 41%. وفي منطقة الجليل، نسبة التطعيم في راس العين 32%، وضميدة 52%، والحسينية 53%، وعرب النعيم 54%، وهذه النسب من شريحة من يستطيع تلقي التطعيم وللوجبة الأولى.
كذلك نتخلف كثيرا عن النسبة العامة في التطعيم لشريحة 12-16 عاما، في المعدل العام في المجتمع العربي بلغت نسبة التطعيم 26% للوجبة الأولى، و10% للوجبة الثانية، مقارنة بـ56% للوجبة الأولى لدى اليهود، وهذه الفروقات موجودة أيضا بصورة أقل لدى الشريحة العمرية 16-18 عاما، إذ أنه لدينا نسبة تطعيم 60% وجبة أولى ولدى اليهود 79%، والفروقات أوسع في الوجبة الثالثة، ففي المعدل العام بلغت نسبة متلقي الوجبة الثالثة في المجتمع العربي 28% مقابل 59% لدى اليهود. الفروقات واسعة وهذا مرتبط كثيرا بمنالية الخدمات.
"عرب 48": نحن مقبلون على افتتاح العام الدراسي، كيف ترى الصورة مع هذه المعطيات المقلقة؟
الشيخ محمد: لدينا 17 بلدة عربية تصنف حسب الشارة الضوئية بأنها حمراء، و32 بلدة تصنف باللون البرتقالي، وهذا مؤشر صعب جدا على العام الدراسي، ووفقا لوزارة التربية والتعليم فإن البلدات الحمراء في المراحل الإعدادية لن تستعيد التعليم الوجاهي ما لم تصل على نسبة تطعيم 70% لهذه الشريحة، ونحن بعيدون جدا عن هذه النسب، وجزء من تأخر التطعيم لهذه الشريحة في مجتمعنا هو البداية المتأخرة لوزارة الصحة في فتح مراكز تطعيم بالمجتمع العربي، وهكذا تسير كل النظم في المجتمع العربي. الإجراءات بطيئة جدا ومخاطبة خاطئة لتوعية هذه الشريحة العمرية. للأسف معظم حملات التوعية التي نفذت، لغاية اليوم، لم تلائم جمهور الهدف في المجتمع العربي.
"عرب 48": كيف وصلنا إلى هذه النسب من الإصابات خلال هذه الفترة القصيرة من العطلة الصيفية؟
الشيخ محمد: هذه الأوضاع متوقعة، وتأتي عادة بعد فترة من التفشي في المجتمع الإسرائيلي. هكذا كان الأمر في الموجات السابقة وهذه المرة أيضا. الفحوصات في المجتمع العربي قليلة جدا، 6% فقط من الفحوصات تجرى في البلدات العربية. خلال المراحل الأولى وحتى الأسبوعين الأخيرين كنا مع نسبة فحوصات موجبة أقل من المعدل العام، واليوم تجاوزنا المعدل العام في البلاد.
"عرب 48": لماذا نتأخر في المجتمع العربي دائما بإجراء الفحوصات وتلقي التطعيم عن المجتمع اليهودي؟
الشيخ محمد: هذا مرتبط بمستوى الخدمات ومناليتها. فقط في الأسبوع الماضي بدأت وزارة الصحة بتكثيف إجراء الفحوصات والتطعيم في المجتمع العربي رغم أننا حذرنا من خلال الرسائل التي وجهناها إلى وزارة الصحة، منذ أربعة أسابيع، من عودة تفشي كورونا وطالبنا بتكثيف الفحوصات والتطعيمات في المجتمع العربي، ولكن مع الأسف هناك مشكلة في نظام وزارة الصحة فيما يتعلق بالمجتمع العربي.
"عرب 48": ماذا عن تلقي الوجبة الثالثة من التطعيم في المجتمع العربي؟
الشيخ محمد: نحن ندعو إلى تلقي الوجبة الثالثة من التطعيم، إذ أن المعطيات تبيّن أن نسب الوقاية من الإصابة بكورونا ترتفع كثيرا بعد تلقي الوجبة الثالثة، وطبعا هذا قرار شخصي لكل إنسان، ولكن المعطيات تشير إلى أن تلقي الوجبة الثالثة ترفع من نسبة عدم الإصابة وكذلك تحمي من صعوبة المرض حسب الإصابة، وفقا للبيانات الصادرة عن وزارة الصحة، والتي تتابعها لجنة الطوارئ العربية.
اقرأ/ي أيضًا | خبيرة بالأمراض الوبائية: قلقون من احتمال عودة ارتفاع نسب عدوى كورونا في المجتمع العربي
التعليقات